عقد ندوة لمناقشة كتاب "خطاب التقريب بين المذاهب الإسلامية في مصر" في جامعة المذاهب الإسلامية الدولية

أقيمت ندوة لمناقشة كتاب "خطاب التقريب بين المذاهب الإسلامية في مصر مع التركيز على مكانة جامعة الأزهر"، بحضور مؤلف الكتاب الدكتور منوچهر إيزدينيا. عُقدت الجلسة يوم الأحد الساعة 10:30 صباحًا في قاعة المؤتمرات بجامعة المذاهب الإسلامية الدولية، بمشاركة الدكتور رسول زرچيني كناقد، وهو أستاذ زائر في الجامعة، وأدار الجلسة الدكتور عبد الله فرهي، عضو الهيئة التدريسية بالجامعة.
استهل الدكتور فرهي الندوة بالتعريف بالخلفية العلمية والبحثية للمؤلف، مشيرًا إلى أن الدكتور إيزدينيا حاصل على درجة الدكتوراه في تاريخ الإسلام من نفس الجامعة، وأن هذا الكتاب مستخلص من أطروحته للدكتوراه، وهو الآن أحد الأساتذة الزائرين فيها.
بدوره، عبّر الدكتور إيزدينيا عن شكره للمحاور والناقد، وكذلك لمعلميه، موضحًا أن هذا الكتاب يُعد أول عمل يعتمد على نظرية تحليل الخطاب في موضوع التقريب، مستندًا إلى آراء لاكلو وموفه. وقد تم شرح المفاهيم الأساسية مثل المفصل، الدال والمدلول، منطق الاختلاف، سلسلة التكافؤ، الهيمنة، والخصومة الكاملة في الفصل الأول.
وأشار إلى دور العلماء مثل الشيخ محمد تقي القمي ومشايخ الأزهر في تأسيس دار التقريب في مصر، موضحًا أن محتوى الكتاب يتألف من أربعة فصول. الفصل الأول يعالج الخلفيات والأسباب الفكرية لفكرة التقريب، ويتناول منطق الاختلافات بين المذاهب الإسلامية.
وأوضح أن غلبة علماء الأصوليين مثل آية الله البهبهاني على الأخباريين كان لها دور في بروز المرجعية الشيعية، مما مهّد للتواصل مع حكامهم ثم مع علماء أهل السنة.
الفصل الثاني يبحث في دور جامعة الأزهر في دعم خطاب التقريب من خلال العلماء، الفتاوى، والمجلات مثل رسالة الإسلام والعرفان.
أما الفصل الثالث، فيتطرق إلى الخطابات المنافسة كالقومية العربية، التجديد، والناصرية، ويشرح جذورها في الواقع السياسي والثقافي المصري. الفصل الأخير يتناول العوامل الداخلية والخارجية التي ساهمت في تراجع خطاب التقريب.
ثم تحدّث الدكتور زرچيني، الحاصل على الدكتوراه في السياسات الثقافية من جامعة خوارزمي، مشيدًا بجهود المؤلف، لكنه انتقد الكتاب من حيث الهيكل والمنهج والمحتوى، وبيّن أن تخصصية الكتاب قد تصعّب على الطلاب والقراء العامين الاستفادة منه.
وأضاف أن الكتاب استخدم تحليل الخطاب بشكل فعّال، لكنه أبدى تحفظًا على اعتبار تفوق الأصوليين الشيعة على الأخباريين سببًا كافيًا لظهور خطاب التقريب.
في الختام، شكر الدكتور إيزدينيا النقاد والحضور، وأوضح أن جمهور الكتاب ليس محصورًا، وأنه سيتم إعداد نسخة دراسية منه لاحقًا. ثم اختتمت الجلسة بالإجابة على الأسئلة وتكريم المشاركين.
تعليقكم :