الرسالة التلفزيونية لقائد الثورة الإسلامية إلى الشعب الإيراني عقب هجوم الكيان الصهيوني

٠٣ يوليو ٢٠٢٥ | ٠٠:٣١ رقم الخبر : ٥٥٣ الأخبار والأحداث
عدد القراءات:٤
الرسالة التلفزيونية لقائد الثورة الإسلامية إلى الشعب الإيراني عقب هجوم الكيان الصهيوني

الرسالة التلفزيونية لقائد الثورة الإسلامية إلى الشعب الإيراني عقب هجوم الكيان الصهيوني

بسم الله الرحمن الرحيم

أفضل السلام والتحية للشعب الإيراني العزيز والكبير. أولاً أحيي ذكرى الشهداء الأعزاء للأحداث الأخيرة؛ القادة الشهداء، العلماء الشهداء الذين كانوا حقاً ومنصفاً ذوي قيمة للجمهورية الإسلامية وخدموا، وهم اليوم بإذن الله يتلقون جزاء خدماتهم البارزة أمام الله تعالى. أرى من الضروري أن أهنئ الشعب الإيراني العظيم، وأوجه له عدة تهاني:

أولاً، تهنئة بالنصر على الكيان الصهيوني المزيف. الكيان الصهيوني، بكل ضجيجه وكل ادعاءاته، انهار وتلاشى تحت ضربات الجمهورية الإسلامية تقريباً. لم يكن يخطر ببالهم أو في مخيلتهم أن مثل هذه الضربات قد توجه إليهم من الجمهورية الإسلامية، لكن ذلك حدث. نشكر الله الذي أعان قواتنا المسلحة، فاستطاعوا اجتياز الدفاعات المتعددة الطبقات والمتطورة لديهم، وقاموا بتسوية العديد من مناطقهم المدنية والعسكرية بالأرض تحت ضغط صواريخهم وهجوم أسلحتهم المتطورة القوي! هذا من أعظم النعم الإلهية؛ فهذا يدل على أن الكيان الصهيوني يجب أن يعلم أن التعرض للجمهورية الإسلامية الإيرانية له ثمن، ويخلق عليه تكلفة، ويجلب عليه تكلفة باهظة. وبحمد الله حدث ذلك؛ هذا الفخر يعود إلى قواتنا المسلحة وشعبنا العزيز الذين أنشأوا هذه القوات المسلحة من بين صفوفهم، وربوهم، ودعموهم، وقووا أيديهم للقيام بهذا العمل العظيم.

التهنئة الثانية تتعلق بانتصار إيران العزيزة على النظام الأمريكي. لقد دخل النظام الأمريكي في حرب مباشرة لأنه شعر أنه إذا لم يتدخل، فإن الكيان الصهيوني سيتعرض للدمار الكامل. دخل الحرب لينقذه، لكنه لم يحقق أي مكسب من هذه الحرب. هاجموا مراكزنا النووية ــ وهذا بالطبع يستحق المتابعة القضائية بشكل مستقل في المحاكم الدولية ــ لكنهم لم يتمكنوا من القيام بأي عمل مهم. رئيس الولايات المتحدة قام بتهويل غير معتاد لما حدث، وتبين أنه بحاجة إلى هذا التهويل؛ كل من سمع تلك الكلمات فهم أن هناك حقيقة أخرى وراء ظاهر هذه التصريحات. لم يتمكنوا من القيام بأي شيء، ولم يحققوا هدفهم، ويضخمون الأمور ليغطوا الحقيقة ويبقوها مخفية. هنا أيضاً انتصرت الجمهورية الإسلامية، وبالمقابل وجهت الجمهورية الإسلامية صفعة قوية على وجه أمريكا؛ حيث هاجمت أحد أهم قواعد أمريكا في المنطقة، قاعدة العديد، وألحقت بها أضراراً. نفس الأشخاص الذين بالغوا في تلك القضية، حاولوا في هذه القضية التقليل من شأنها، وقالوا إنه لم يحدث شيء، بينما في الواقع حدث أمر كبير. أن يكون لدى الجمهورية الإسلامية القدرة على الوصول إلى المراكز المهمة لأمريكا في المنطقة، وأن تتخذ إجراءات ضدها متى رأت ذلك مناسباً، فهذا ليس حدثاً صغيراً، بل هو حدث كبير، ويمكن أن يتكرر في المستقبل؛ فإذا وقع أي اعتداء، فإن تكلفة العدو والمعتدي ستكون بالتأكيد تكلفة عالية.

التهنئة الثالثة هي تهنئة على الوحدة والاتفاق الاستثنائي لشعب إيران. بحمد الله، وقف شعب يبلغ تعداده حوالي تسعين مليون نسمة، موحدًا، بصوت واحد، جنبًا إلى جنب، بجوار بعضهم البعض، دون أي فرق في المطالب أو الأهداف التي يعبّرون عنها، أطلقوا الشعارات، تحدثوا، دعموا تصرفات القوات المسلحة، وسيستمر هذا الأمر أيضًا فيما بعد. لقد أظهر الشعب الإيراني عظمته، وشخصيته البارزة والمتميزة في هذه القضية، وأثبت أنه عند الحاجة، سيُسمع صوت واحد من هذا الشعب، وبحمد الله، حدث هذا الأمر.

النقطة التي أريد أن أطرحها كنقطة أساسية في حديثي هي أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية قال في أحد تصريحاته إن على إيران أن تستسلم. "يجب أن تستسلم"! لم يعد الأمر يتعلق بالتخصيب النووي، ولا بالصناعة النووية، بل الأمر هو استسلام إيران. بالطبع، هذا الكلام كبير جدًا على فم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. إيران العظيمة، إيران ذات التاريخ العريق، إيران ذات الثقافة الرفيعة، إيران ذات العزم الوطني الفولاذي، كلمة "الاستسلام" لدولة كهذه مدعاة للسخرية لدى من يعرفون الشعب الإيراني. لكن هذا التصريح كشف عن حقيقة؛ الأمريكيون منذ بداية الثورة يعادون إيران الإسلامية، ويشتبكون معها، وفي كل مرة يختلقون ذريعة: مرة حقوق الإنسان، ومرة الدفاع عن الديمقراطية، ومرة حقوق المرأة، ومرة التخصيب، ومرة أصل القضية النووية، ومرة قضية صناعة الصواريخ؛ يأتون بحجج متنوعة.

أما باطن القضية فليس إلا شيئاً واحداً وهو "استسلام إيران". السابقون لم يصرّحوا بذلك، لأن هذا غير مقبول؛ فلا يوجد منطق بشري يقبل أن يُقال لأمّة أن تعالوا واستسلموا، لذلك كانوا يخفونه تحت عناوين أخرى. هذا الشخص كشف تلك الحقيقة، وأظهر وبيّن أن الأمريكيين لن يرضوا إلا باستسلام إيران، ولا يرضون بأقل من ذلك. وهذه نقطة مهمة جداً! على الشعب الإيراني أن يعلم أن سبب معارضته لأمريكا هو هذا، وأن الأمريكيين يحملون هذه الإهانة الكبيرة للشعب الإيراني، وأن مثل هذا الحدث لن يقع أبداً؛ لن يقع أبداً.

الشعب الإيراني شعب عظيم، وإيران بلد قوي وواسع، وإيران ذات حضارة عريقة؛ ثروتنا الثقافية والحضارية أكبر بمئات المرات من ثروة أمريكا وأمثالها. أن يتوقع أحد أن تستسلم إيران لدولة أخرى، فهذا من تلك الأقوال السخيفة الخاطئة التي ستكون بلا شك موضع سخرية العقلاء وأهل المعرفة. الشعب الإيراني عزيز وسيبقى عزيزاً، وهو منتصر وسيبقى منتصراً بتوفيق الله تعالى. ونأمل أن يحفظ الله تعالى هذا الشعب دائماً بعزّة وكرامة في ظل لطفه، وأن يرفع درجات الإمام الراحل، وأن يرضى الإمام المهدي (أرواحنا فداه) عن هذا الشعب ويكون دعمه سنداً لهذا الشعب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 


تعليقكم :