بمناسبة أسبوع الوحدة، وبجهود دائرة شؤون التعاون العلمي الدولي في جامعة المذاهب الإسلامية الدولية ، عُقدت سلسلة من الندوات بعنوان «الوحدة، محور الأمة الإسلامية» افتراضيًا خلال الفترة من 14 إلى 18 شهر سبتمبر 2025، بمشاركة أساتذة وطلاب من داخل وخارج البلاد.

قال الدكتور ذكر الله الشيخ عبد القادر، أستاذ في جامعة المصطفى العالمية من نيجيريا:«الوحدة خير، والفرقة شر، وكل من يملك عقلًا سليمًا يعلم أن الوحدة من فطرة الإنسان. هناك آيات عديدة حول الوحدة. بالوحدة نصبح كالجسد الواحد. إذا اتحد المسلمون انتصر صف المسلمين، وإذا تفرّقوا زالت قوتهم. لدينا اليوم نحو 42 دولة مسلمة، ولو كانت هذه الدول متحدة لما رأينا مأساة غزة وظلمها. دور الشيعة في الوحدة يتمثل في تأسيس هذه الجامعة التي تُقيم برامج للوحدة. وإنشاء جامعة أهل البيت وجامعات لأهل السنة من قِبل الشيعة دليل على الوحدة، لكن الأعداء لا يتحملون هذه الوحدة ويسعون إلى زرع الفتنة.»
قال الدكتور محمد شاكر سلمسي، باحث وكاتب ديني:«في أسبوع الوحدة ندرك ضرورة الوحدة. لقد تجاوزنا المفهوم النظري للوحدة وبلغنا الوحدة العملية. بعد أحداث طوفان الأقصى أدرك العالم الإسلامي أن وحدة الإسلام أمر ضروري. القرآن يرانا أمة واحدة، وهذه الأمة لها إمام واحد وهو النبي محمد ﷺ. القرآن واحد، الأمة واحدة، الكعبة واحدة، وهذه مشتركات المسلمين التي يجب التركيز عليها، وإن كان لكل مذهب اجتهاده. نرى أن أهل السنة يؤمنون بنورانية أئمة أهل البيت ويحترمونهم. جميع المذاهب تؤمن أن القرآن أنزل للهداية، وهذا من المشتركات. المسلمون جميعًا يصلون في مسجد واحد وصف واحد. جمال الدنيا يكمن في هذا الاختلاف. في المجتمع، شاء الناس أم أبوا، هناك من يختلف في الفكر، ويجب احترامه. لكل إنسان حق إبداء الرأي ورأيه محترم. كما أشار إلى غزة، مؤكدًا أن العالم الإسلامي يزداد وعيًا يومًا بعد يوم بضرورة الوحدة العملية.»
قال حجة الإسلام الدكتور السيد حسن نجاتي زاده، أستاذ في الحوزة والجامعة، ومدير ومبلّغ دولي:«أول ما قام به النبي الأكرم ﷺ هو تنظيم الأمة الإسلامية وإقامة الأخوة. وأشار إلى أحداث غزة وفلسطين قائلاً: ما يحدث في غزة اليوم نتيجة لغياب الوحدة بين المسلمين وثمرة الفرقة والاختلاف. يجب أن يكون هناك تعاون اقتصادي بين الدول الإسلامية. الإمام الخميني (قده) قال: إذا اتحدت 20 دولة تستطيع هزيمة 200 دولة ظالمة. جميع الدول الإسلامية تنتمي إلى دار السلام، فلماذا لا يقوم بعض العلماء بالبحث للوصول إلى أن الوحدة أمر ضروري؟ ولماذا نجد لذة في الاختلاف؟ التعاون السياسي والاقتصادي مطلوب، لكننا اليوم بحاجة إلى تعاون عسكري أيضًا، ويمكننا تأسيس «ناتو إسلامي». الدول الإسلامية غنية، وبالتعاون يمكن أن تصبح قوة عظمى.»
وقال الدكتور داوود إشولا، أستاذ في جامعة المصطفى العالمية من نيجيريا:«اختيار هذه الأيام يحمل رمزية لأنها تقوي التلاحم بين المذاهب الشيعية والسنية، وهو ما سماه الإمام الخميني. النبي الأكرم ﷺ أوصى كثيرًا بالوحدة، وكانت في غاية الأهمية بالنسبة له. لم يحدد النبي هوية الإسلام جغرافيًا، بل على أساس الهوية الحضارية المبنية على الإيمان والعدل والإحسان والأخلاق والصمود. كل ذلك يشير إلى أهمية الوحدة. محبة النبي ﷺ من المشتركات بين المذاهب، ومن أهم مفاتيحها الألفة بينها. النبي ﷺ رحمة للعالمين وليس خاصًا بالمسلمين. قال قائد الثورة الإسلامية: هذه المحبة للنبي ﷺ بحد ذاتها يمكن أن تكون سببًا للألفة بين المذاهب. وبالفعل، جميع المسلمين يحبون النبي ﷺ، ومن يحب النبي فهو صديقنا وأخونا. على المسلمين أن يتعارفوا، ويفرحوا لفرح بعضهم، ويحزنوا لحزن بعضهم. واليوم نرى المسلمين منشغلين بغزة ويسعون إلى مساعدة أهلها، وهذا بحد ذاته سبب للألفة والمحبة بين المسلمين.»
تعليقكم :